أخطاء الترجمة
Posted by: GibranAdmin Category: Arabic Comments: 0

أخطاء الترجمة

العواقب الوخيمة لأخطاء الترجمة الجزء الثاني

سبق وتناول الجزء الأول من هذه السلسلة بعض الأخطاء الفادحة في الترجمة، وفي هذا الجزء نعرض ترجمة خاطئة كلّفت العالم ثمنًا باهظًا.

أسقط خطأ في الترجمة قنبلة نووية على اليابان

الدبلوماسية فن خطير تعلّم إتقانها المترجمون الدبلوماسيون. جيث أن دورهم حرج وخاصة في ظروف غير مواتية، كالحروب. عند نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد أن فتكت الحرب باليابان بشكل يجبرها على الاستسلام، طلب الحلفاء بعد إعلان بوتسدام من اليابان أن تستلم أو “أن تذوق تدميرًا شاملًا”.

سارع رئيس الوزراء الياباني كانتارو سوزوكي للاستجابة لكن الفريق الإعلامي استعجل بترجمة ما قال.

وحسب تقارير الإعلام الياباني، قال سوزوكي ما مفاده: “لا ترى حكومتي أي قيمة في إعلان بوتسدام والإعلانات التي سبقته. لا تعليق. والحل الوحيد أمامنا هو النضال حتى النهاية.” فكان جوابه حاسمًا بأن الحكومة اليابانية تحتاج القليل من الوقت للتفكير بالقرار النهائي. لكن كلمة “لا تعليق” وقعت في خطأ ترجمي، إذ حملت الترجمة الإنجليزية معنى “نرفض الانصياع للإعلان وسنقاتل حتى الرمق الأخير”. أخذ الحلفاء الرد اللاذع بصدر غير رحب وأسقطت بعد برهة الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين على اليابان أدت إلى مقتل مئات الآلاف من اليابانيين.

يظن البعض بأن تصريح سوزوكي لم يكن ضحية لخطأ ترجمي، بل تم استعمال هذا التفسير كذريعة تبرر فظائع القنبلتين التين أسقطتا على اليابان. يفتح مثل هذا التأويل الباب أمام الترجمة الدبلوماسية الخطرة، والتي سنتطرق إليها في مقال آخر.

سنّت الترجمة الخاطئة عيدًا جديدًا

على عكس الأمثلة السابقة فإن هذا الخطأ لطيف وخفيف. في مساعي اليابان للتعافي من هول الحرب العالمية الثانية، شرعت بتبني العديد من العادات “الغربية”، أولها عطلة عيد الحب التي نتج عنها “اليوم الأبيض”. ففي اليابان ومثلها الكثير من الدول الآسيوية، تهدي النساء الرجال شوكولاتة يوم عيد الحب، وهي بادرة رومانسية لطيفة. وتتبدل الأدوار بعد مرور شهر عند قدوم “اليوم الأبيض”. وما أدراك بأن هذا الإلزام بإهداء الشوكولاتة ما هو إلا نتيجة خطأ ترجمي! كان إهداء الشوكولاتة محتكرًا على النساء بسبب ترجمة غير صحيحة لإرشادات على علب الشوكولاتة التي نصّت على أن النساء فقط هن من يهدين الهدايا، وبالمقابل وكي يرد الرجال الجميل تم ابتداع “اليوم الأبيض”. وما استفاد من هاتين العطلتين إلا مصنّعو الشوكولاتة!

تذهب حبة توت في مغامرة!

تكسر بعض الأخطاء القواعد، وتغيّر من الواقع.

ففي ترجمة الرواية الأمريكية الشهيرة، قد يظن قارئ “مغامرات التوت الفنلندي” أن القصة تتمحور حول حبة توت تسافر من فنلندا إلى ميسوري، بل وتركب قاربًا! وتستمر مغامرات حبة التوت لتحرر عبدًا، وتخوض في تجارب واقعية للغاية. أعرفت أن كاتب هذه الرواية المشهورة هو كاتب رواية توم سوير؟ إنه مارك توين!

من الأكيد أن هواة المطالعة عرفوا الرواية على الفور، فهي “مغامرات هكلبري فين”، أو كما تُرجِمَت بالخطأ إلى “مغامرات التوت الفنلندي”. إذ أخذ المترجم الكلمات “بري” وتعني توت بالعربية، و”فين” وتعني الفنلندي حرفيًا. وستُفاجأ بمعرفة أن هذا الخطأ في الترجمة يسبق عصر ترجمة غوغل. بل وهناك العديد من الأمثلة على مثل تلك الأخطاء في ترجمة المسلسلات والبرامج التلفزيونية.

وفي الختام، أطلعناك على ستة أخطاء في الترجمة كانت ذات نتائج مدمّرة! وإن أردت ترجمة خالية من الأخطاء، تواصل معنا اليوم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *