Posted by: GibranAdmin Category: Arabic Tags: Comments: 0

مدخل إلى توطين التطبيقات: ماهيته وأهميته وأفضل ممارسات التوطين

مدخل إلى توطين التطبيقات

في الربع الأول من عام 2022، تم تحميل 37 بليون تطبيقًا، بزيادة نسبتها 11% عن أرقام العام الماضي. ليست شركات اليوم بمغفل عن أهمية تطبيقات الهواتف المحمولة ودورها في تقديم الخدمات وأيضًا إيصال الرسائل. ما أدى إلى الاعتماد على تطبيقات الهواتف المحمولة وضرورة إتاحتها بعدة لغات. وهنا تظهر أهمية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة.

نعني بتوطين تطبيقات الهواتف المحمولة عملية تحويل النصوص داخل تطبيقات الهواتف المحمولة من لغة إلى لغات أخرى. ويجب الانتباه إلى درجة تعقيد عملية الترجمة؛ إذ لا تقتصر على النص المكتوب وحسب – بل تشمل جميع العناصر غير النصية التي تجعل التطبيق مناسبًا للجمهور المستهدف من مختلف الثقافات والخلفيات، مثل النصوص والصور ومواقع الإلكترونية المدخلة والروابط الداخلية وغيرها.

بات توطين تطبيقات الهواتف المحمولة جانبًا ذا شأن في عالم الترجمة اليوم، وجزءًا من سياسات الأعمال للشركات العالمية. ومع تزايد الخدمات الرقمية، يجب على الشركات تلبية الطلبات الرقمية المتزايدة يومًا بعد يوم لعملائها حول العالم. وإن أرادت أي شركة التوسع والدخول إلى أسواق مختلفة، عليها توطين محتواها ليلائم القيم الثقافية واللغوية للأسواق أيًا كانت. وسرعان ما ستجد الشركة أرقامًا مطمئنة وتفاعلَ عملاء مرضيًا.

أهمية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة

إن الهدف الرئيسي لتوطين تطبيقات الهواتف المحمولة هو جعل تجربة استخدام تطبيقات الهواتف المحمولة سلسة وأكثر سهولة مع المستخدمين من جميع الثقافات. ويتجلى توطين تطبيقات الهواتف المحمولة في أسمى صوره عندما يشعر المستخدم بأن التطبيق مصمم فعلًا في اللغة التي يستخدمها، بدلًا من الشعور بأنه نسخة مترجمة من لغة أخرى.

تتمكن الشركات من بناء ثقة العملاء بالعلامة التجارية بتوطين تطبيقات الهواتف المحمولة وتخصيص تجربة الاستخدام لتراعي كل الثقافات. كما ينجم عن توطين تطبيقات الهواتف المحمولة سمعة طيبة عن المنتج، وتسويق إيجابي. فإن شاع الخبر بأن التطبيق يراعي الاعتبارات الثقافية في شتى البلدان، ستزيد المبيعات والإيرادات، وستتمكن الشركة من التوسع إلى أسواق أخرى جديدة.

أنواع توطين تطبيقات الهواتف المحمولة

ثمة نوعان من توطين تطبيقات الهواتف المحمولة التي يمكن للشركات استخدامها لتوسيع النطاق على الساحة العالمية. بل يجدر القول إن هناك خطوتان هامتان في عملية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة، وهما كالتالي:

الحد الأدنى للتوطين

كما واضح من الاسم، فإن هذه هي الخطوة الأولى نحو توطين تطبيقات الهواتف المحمولة. وببساطة، فهي توطين العناصر الأساسية اللازمة كي يعمل التطبيق. وتشمل الكلمات المفتاحية والوصف والأسعار وخيارات الدفع والنصوص وغيرها.

فعلى سبيل المثال يمكن تعلّم مجموعة واسعة من اللغات عبر تطبيق “دوولنجو” التفاعلي. وإن قمت بتحميل التطبيق باللغة العربية ستكون رحلتك التعليمية مختلفة عن رحلة المستخدم الذي حمّل التطبيق باللغة الإنجليزية، بصرف النظر عن اللغة التي تتعلّمها. وذلك لأن رحلة كل مستخدم مخصصة لتلبية احتياجاته. كانت هذه الخطوة الأولى التي اتّبعها تطبيق “دوولنجو” نحو التوطين.

توطين تطبيقات الهواتف المحمولة بالكامل:

يتعدّى هذا النوع ترجمة العناصر الأساسية – بل ينطوي على عناصر أبعد من نطاق لغة التطبيق وحسب.

تنطوي هذه المرحلة على استراتيجية التسويق للتطبيق. فبعد ترجمة المحتويات واختبار التطبيق بعد توطينه، يجب تقديم التطبيق للعملاء الجدد بطريقة تشوّقهم إلى استخدامه. فنوصي بتوكيل هذا المهمة إلى المختصين في مجال التوطين التسويقي، والذين سيضمنون مراعاة الضوابط الثقافية في كل منطقة وبذات الوقت نشر رؤية الشركة ورسالتها باللغة الجديدة.

كيف يمكن رسم استراتيجية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة

ثمة عوامل معينة يجب أخذها بالحسبان. ومن خطوات تصميم استراتيجية ناجحة لتوطين تطبيقات الهواتف المحمولة:

1- معرفة الجمهور المستهدف:

عادة ما تكون الخطوة الأولى بحثًا مستوفيًا عن الجمهور المستهدف لمعرفة القرارات اللغوية والقيم الثقافية والتقاليد. فمن الضروري إنشاء ملف مفصّل بالمعلومات عن الجمهور المستهدف لتتمكن من تخصيص المحتوى بشكل جيد.

2- اختيار اللغات والمناطق المناسبة:

بعد تحديد الجمهور المستهدف، عليك اختيار اللغات التي سيتم التوطين إليها. ومن المهم إيلاء الأولوية إلى المناطق واللغات ذات أكبر إمكانية للتوسع والنمو.

3- تكييف المحتوى وملاءمته للفروقات الثقافية:

للفروقات الثقافية دور كبير في استراتيجية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة، وقد تعيقها بالكامل. من الضروري اعتبار الاختلافات الثقافية، ومراعاة العادات المحلية والأيقونات والألوان المستخدمة عند ترجمة محتوى التطبيق.

4- اختيار منهج التوطين الأنسب:

للتوطين مناهج وأشكال متعددة يجب دراستها. وأكثرها شيوعًا هو التوطين الداخلي (أي أن تقوم الشركة ذاتها بتوطين تطبيقها) والاستعانة بخدمات خارجية للتوطين والترجمة الآلية. ويعتمد اختيار منهج التوطين المناسب على عوامل نذكر منها الميزانية والمصادر المتوفرة ومدى تعقيد عملية التوطين.

5- العمل مع المترجمين الاحترافيين وخبراء التوطين:

عملية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة دقية وتتطلب الاستعانة بخدمات الخبراء والمختصين اللغويين. دع عملية التوطين بأيديهم لتتأكد من دقة محتوى التطبيق ومراعاته التامة للضوابط الثقافية.

6- قياس مؤشرات الأداء الرئيسية:

بعد إنهاء العملية وإطلاق التطبيق، عليك استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية لقياس مدى فعالية عملية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة وتأثيرها. وعليك باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية المبينة في عائد الاستثمار الخاص بالشركة. فبنهاية المطاف، القصد من عملية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة هو زيادة الإيرادات من التطبيق، فإن خفق التطبيق في تحقيق الهدف عليك بمراجعة خطواتك لتدارك الخلل.

أشهر التحديات في توطين تطبيقات الهواتف المحمولة

مع أن عملية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة مفيدة جدًا للشركات، إلا أنها مليئة بالتحديات أيضًا، منها:

1. الصعوبات الفنية:

تبدو الصعوبة الفينة في توطين تطبيقات الهواتف المحمولة خاصة مع التطبيقات ذات الخواص الدقيقة والمعقّدة، وتلك متعددة الاستخدامات والخواص. فتكون ترجمة محتويات التطبيق ثم تكييفه حسب الجمهور عملية منهكة.

2. التحدّيات الثقافية:

ليس من السهل تغيير محتويات التطبيق ليراعي الطقوس المحلية والعادات، وللفروقات الثقافية دور كبير في تحديد أثر استراتيجية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة. قد تضطر إلى استشارة خبراء في الثقافة المحلية لضمان تماشي تطبيقك مع البيئة المحلية.

3. قيود الميزانية وقيود الوقت:

تستغرق عملية توطين تطبيقات الهواتف المحمولة وقتًا كثيرًا ومالًا. كما قد تضطر الشركات إلى التقيّد بميزانية محددة أو جدول زمني ضيق عند توطين تطبيقاتهم. وهنا يأتي دور التخطيط الجيد: يجب وضع خطة مشروع مفصّلة توضّح بالتحديد الميزانية والجدول الزمني لضمان إتمام العملية على أكمل وجه وبالوقت المحدد.

4. تجاهل اتّجاه اللغة

ينطوي على توطين تطبيقات الهواتف المحمولة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية عدة تحديات أولها الانتباه لاتّجاه الكتابة. فالعربية تكتب من اليمين إلى اليسار على عكس الإنجليزية. وعدم الانتباه لهذه الجزئية سيؤثر سلبيًا على سهولة قراءة التطبيق بعد التوطين.

الخاتمة

إن توطين تطبيقات الهواتف المحمولة جزء هام من استراتيجية الشركات العالمية. ويتطلب التوطين تحويل لغة الشركة إلى لغات الجمهور المستهدف. ليس هذا فحسب، بل يجب مراعاة الضوابط والقيم الثقافية قبل إطلاق التطبيق بعد توطينه. من الضروري اتّباع افضل الممارسات عند توطين تطبيقات الهواتف المحمولة، ويجب العمل مع المختصين لضمان أفضل النتائج. قد يستغرق الأمر وقتًا ومالًا، إلا أن هذه الجزئية هي التي تحدد مصير تطبيقك في السوق الجديد.

استعن بخدمات جبران

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *