5 مصطلحات عربية دون مقابل باللغة الإنجليزية

ذكرنا آنفًا أن اللغة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالثقافة ما يجعل بعض التعابير والتجارب صعبة الترجمة. وتلك معلومة عرفها حسن المعرفة أدباء المهجر، عندما صادفتهم مصطلحات بالعربية لا مقابل لها بالإنجليزية والعكس صحيح.
وفي هذا المقال سنذكر خمسة تعابير بلغة الضاد شائعة الاستخدام وصعبة الترجمة. ولن نذكر العبارات -مثل يلا- التي لها عدة معان يمكن الأخذ بها باللغة الإنجليزية.
5. لأفراد العائلة أسماء مختلفة
تتداخل المصطلحات بالإنجليزية مثل العمة والخالة، لتكون “aunt”، والعم والخال لتكون ” “، وأولاد العم والعمة والخال والخالة لتختزلها كلمة واحدة ألا وهي ” “. وكما واضح فإن العربية تزخر بمفردة مميزة تميّز أقارب الأم عن أقارب الأب، إلى جانب التمييز حسب الجنس. فيكون أخ والدك العم، بينما أخ الوالدة الخال. أما أولاد العمومة فينسبون إلى صلة القرابة، فتجد ابن العم، وابن العمة، وابن الخال، وابنة الخالة، ومثلهم من الإناث.
وتكون العلاقة مختلفة بحسب الناظر إليها: فأنت بالنسبة لابنة عمتك ابن خالها، افتراضًا بأنك ذكر.
كما يوجد تباين في أسماء الأجداد، فلديك الجد والجدة، و “ستو” و”ستي”، بحسب اللهجة المحكي بها.
وباللغة الإنجليزية لا يحدد المتكلم صلة القرابة لأزواج الأقارب، بل يستعمل المفردة العامة “aunt”. بينما بالعربية يجدر بالمتكلّم تحديد إن كانت زوجة العم أو الخال. ومثلها لأزواج الخالات والعمات.
وكل تلك الفروقات تفرض تحديات على المترجم، لكنها إن دلت على شيء دلت على أهمية العائلة والأواصر الأسرية في اللغة العربية وثقافتها.
4. فَشَر!
فهذه كلمة يصعب ترجمتها، إذ تعبّر عن صدمة تليها حالة من الامتعاض. فيقول أحدهم “لم يقم فلان بدعوتك إلى المناسبة”، فيكون الرد المناسب حينها “فَشَر!” وبسبب طبيعة اللغة، تتحول الكلمة من اسم إلى فعل، ولطبيعة الثقافة، يرتبط الفعل بالعيون، لتصبح الجملة بعد التعديل “فَشْرَت عيونه!”. ويجب على المترجم مراعات السياق الذي وردت فيه الكلمة كي ينقل معناها بأقرب وجه ممكن.
3. مناداة الأولاد بألقاب الوالدين
تسمع في أنحاء العالم العربي الآباء وهم ينادون أولادهم “بابا”، وتنادي الأمهات أولادهم “ماما” أيضًا بعض النظر عن جنس الأولاد. وإن سألك شخص غير ضليع بالعربية، سيكون الجواب غريبًا.
وعند الترجمة من السهل إدراج كلمة ابن باللغة الإنجليزية، كما مستخدم فعلًا، فينادي أب ابنه قائلًا: “أتحتاج شيئًا يا بني؟” أو ” Do you need anything, son?”. ومثل هذا المثال لا ينطبق على البنات، إذ لا يقول أي ناطق بالإنجليزية ” Yes, daughter?” ففي تلك الخالة يمكن الاستعاضة عن تلك الكلمة بإدراج كلمة “mum” أو “honey” أي عزيزتي.
2. كلمة إن شاء الله متعددة المعاني
يكثر استخدام تلك الكلمة بالعربية بأكثر من معنى، بحيث ترد في سياقات تهكّمية أو غير حقيقية. فصار معنى إن شاء الله إن أُلصقت بكلمة “سيحصل قريبًا” بمثابة لن يحصل أبدًا، وهذا المعنى صحيح فقط في حال استخدامها في اللغة العامية.
أما عند استعمالها في العربية الفصحى، فيكون معناها المعنى الصحيح، وهو “بمشيئة الله”. فتكون الترجمة بالإنجليزية غريبة بعض الشيء، لأن كلمة “God willing” غير شائعة الاستخدام.
كما يمكن لعبارة إن شاء الله أن تحمل معنى “آمل بذلك”، دون البعد الديني المرتبط بلفظ العبارة. أتعتقد بأن لغتك العربية ستتحسّن بعد قراءتك هذا المقال؟ إن شاء الله.
1. لم تتم ترجمة معظم المفردات الإسلامية إلى اللغات الأخرى
بل أُخِذَت كما هي. بسبب المخاوف المتعلقة بالدلالة الضمنية، لم يتم ترجمة الكثير من مفردات الثقافة الإسلامية إلى الإنجليزية وغيرها من اللغات. فلنأخذ أكبر مثالين: كلمتي إسلام و قرآن.
تعني كلمة إسلام “الخضوع والاستسلام (لله)”، وأصلها الكلمة سلّم، أي خضع و أذعن.
أما كلمة قرآن، فتأتي من كلمة “قرأ”، أي أن معناها “الشيء الذي يقرأ”. وتم كتابة الكلمتين كما هما بالأحرف اللاتينية دون ترجمتهما.
ويمتد الموضوع لأبعد من ذلك، حيث بقت الكلمات مثل الوضوء والصلاة كما هي “wudu and salah” بل ممكن ترجمتهما إلى كلمتي “ablution and prayer” فيخرج المعنى عن نطاق الإسلام ويتجرّد المعنى. فيصبح معنى الوضوء “عملية غسل الذات” دون توضيح أنه غسل الذات السابق للصلاة.
أما كلمة الصلاة، فمقابلها بالإنجليزية يعني “التضرّع إلى الله وطلب الشيء”، فمقابل هذا المعنى بالعربية يكون “الدعاء”، وليس الصلاة (واقترضت اللغة الإنجليزية كلمة الدعاء كما هي “duaa”). فتكون الكلمة الأقرب لمعنى الصلاة الفعلي “worship”، والتي يقابلها كلمة التعبّد. فتكون الترجمة بعيدة كل البعد عن الدقة.
دعنا نمد يد العون
وتلك خاتمة المصطلحات الخمس التي لا يقابلها شيء بالإنجليزية. إن كان نصك مليئًا بالعبارات متعددة المعاني والإشارات الثقافية، أو احتجت ترجمة مالية أو قانونية أو تجارية، دع المخاوف جانبًا واستعن بخدمات جبران.
Leave a Reply